مشكلات نفسية اجتماعية : البغاء

مشكلات نفسية اجتماعية: البغاء

ان البغاء ظاهرة شائعة في المجتمعات المختلفة عبر التاريخ , وينتشر اليوم بكثرة في المجتمعات المعاصرة , ساعدت على انتشاره بكثرة خصائص المجتمع الحديث المتمثلة في الانفتاح الزائد والتحرر المبالغ فيه والتغير الحاصل في أغلب المجتمعات المعاصرة فيما يتعلق بمفهوم الجنس مع تراجع القيم الموسومة الى حد غير بعيد بالمحافظة ان لم نقل المتزمتة . فالبغاء يتجلى بأشكال مختلفة, وكان وما يزال تجارة واسعة الانتشار.
 ان الحديث عن البغاء يشير في الغالب الى المرأة رغم أن هذا السلوك شائع كذلك في أوساط الشواذ من الذكور,نقول يتجه الحديث الى المرأة التي تمنح جسدها للرجل كي يحصل على لذته الجنسية مقابل ثمن معين دون أن تكون لها نفس الرغبة والقصد. وبذلك يعتبر بعض الباحثين المختصين أن البغاء نوع من الانحراف الجنسي.
وهو بطبيعة الحال سلوك يختلف الموقف منه حسب قيم وعادات وتقاليد كل مجتمع , وهو على العموم غير مقبول اجتماعيا اي انحراف جنسي على اعتبار أنه لا يزاوج بين الحب واللذة الجنسية. فالقانون في مجتمعنا وفي مجتمعات أخرى كذلك يعاقب عليه ويحاربه.
تؤكد عدة دراسات نفسية أنه على المومس أنها في مطلع حياتها تتصف كذلك بالاستهتار واللامبالاة.
وتتطور حالتها مع مرور الأيام الى تعميق مواقفها ونزعتها ضد النظام ألاجتماعي ويؤكد كذلك المختصون أن المومس أقل نضجا من الناحية الانفعالية والاجتماعية كما يطبع سلوكها على العموم برود جنسي واضح. وتبعا لهذا يضعف عندها الميل الى عاطفة الحب والعطف. وبذلك يمكن القول أنها تعاني من ضعف على مستوى النمو الجنسي والعاطفي.
ويقر التحليل النفسي أن المومس بسلوكها هذا يظهر نكوص يرتبط بالصراعات التي عاشتها في طفولتها مع نقص في عاطفة الحنان خلال هذه المرحلة.يتجلى النكوص في غياب أية علاقة بين الحب ولذة الجنس.
ويؤكد البحث التحليلي أن المومس من خلال الصراعات التي عاشتتها في طفولتها تنزع الى الحقد على الرجل  والى الانتقام منه لا شعوريا عبر منحة اللذة مقابل ثمن دون عاطفة الحب مع الشعور بتملكها له. ان المومس من خلال اذعانها الجلي لكل من له علاقة بالسلوك البغاء يدل على أنها تعاني بشكل قوي وعميق من الحاجة الماسة الى عاطفة الحب والحنان التي افتقدتها في حياتها . وتجدر الإشارة الى أن أسباب البغاء متعددة بعضها يرتبط ببناء شخصيتها وبعضها له علاقة بعوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية الخ. مما يشكل لها مركب نقص وصراعات تجعلها تنزع الى الانتقام لتشعر بالإشباع.
أجل ,هناك مظاهر كثيرة تشجع على التعاطي للبغاء من جملتها البحث عن المادة أو إرضاء بعض الحوافز الشخصية أو تشجيع قد يكون من بعض أفراد الأسرة أو الصديقات الخ.
في هذا السياق كذلك تجدر الاشارة الى الشذوذ الجنسي عند الذكور مما يجعلهم يكونون عرضة للتعاطي للبغاء الذكوري والعوامل بطبيعة الحال متعددة ترتبط في أكثر الأحوال بطبيعة التنشئة الاجتماعية ونوعية العلاقات الاجتماعية في محيطه الخ , كما ترجع كذلك الى العوامل الاقتصادية وآثار وسائل الاعلام المختلفة والمواقع الاجتماعية المحرضة على ذلك. ان انتشار الظاهرة في مجتمعنا يدعو الأهل بالدرجة الأولى الى الحيطة والحذر على أبنائهم وبناتهم كي لا يقعوا في فخ من يشجع على ذلك .

ويبقى كذلك دور المجتمع وجمعيات المجتمع المدني وكل من له غيرة على صحة المجتمع النفسية ألاجتماعية اذ أن كل غفلة ولا مبالاة قد تكون وخيمة العواقب على تربية النشئ وجيل المستقبل.

Share this article :

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire