التنشئة الأسرية والسلوك العدواني
من خلال عملية التنشئة الاجتماعية تتشكل ذات الفرد وتتشكل كذلك صورته ومفهومه عن ذاته عبر تفاعله مع الأخرين ابتداءا من الأسرة الى باقي المؤسسات الاجتماعية الأخرى.فالتنشئة الاجتماعية عملية ضرورية في الربط بين الفرد والمجتمع , أي الية أساسية تمكن الفرد من التكوين الاجتماعي ككائن انساني حيث تساهم في سيرورة تقافته وتكيفه من أجل إندماجه مع الاخرين انها بعبارة أخرى عملية نمو الشخصية والهوية في علاقتها بالمحيط الاجتماعي الذي يعتبر بالنسبة اليها وسيطا اجتماعيا, عملية تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل الاجتماعي , هادفة الى اكساب الفرد هوية وسلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة تيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية .
تعتبر التنشئة الاسرية في جانب كبير منها مصدرا للعنف والعدوان, وذلك لما يتعلمه الطفل من الخبرات والتجارب التفاعلية بينه وبين مختلف أعضاء أسرته.انه من المعروف في الكتابات المختلفة عن الأسرة بالأخص ما يتعلق منها بالعلاقات بين أفرادها, أنها تشكل ملجأ خاصا يوفر لأفرادها الحماية والمودة والحنان والتعاطف ويمنحهم الامان والاستقرار في وجه العالم الخارجي المحفوف بالمخاطر وكل أشكال العنف والعدوان. فالأسرة تمثل الداخل, أي الملجأ ضد الخارج منبع الشر والعنف. فالدراسات التحليلنفسية والاجتماعية قد وضحت أن الاسرة هي نفسها صراع وتنافس وعنف وعدوان بين أعضائها ,اللأباء قد يمارسون العنف والعدوان من خلال أساليبهم في التنشئة الاجتماعية, كما أن الأطفال الكبار قد يكونون مصدر عنف وعدوان إزاء إخوانهم الاصغر منهم سنا. فعدد من أشكال العنف والعدوان تمارس في الأسرة على الاظفال او على الزوجة او بصفة عامة على العضو أو الأعضاء الاقل "قوة" والاقل نفوذا, هذا دون ان ننسى بطبيعة الحال العنف الصادر من باقي المؤسسات الاجتماعية الأخرى. ففي عدد من الأسر يلاحظ العنف الجسمي ( الضرب, والتعذيب المتنوع الأشكال ) والعدوان الجنسي والاهمال والعنف النفسي والانفعالي, عنف وعدوان أجمعت جل الدراسات على أن يؤدي في أسوأ الأحوال الى تكوين شخص ذي هوية وشخصية غير متكيفة ومتوافقة مع نفسها ومحيطها , كما يؤدي في أسوأ الأحوال الى الموت , عدد من الاطفال يعيشون تحت الإكراه والتجويع والإهمال وانعدام الحب والحنان,
هؤلاء الأطفال يقعون في اخر المطاف في الانحراف والتعاطي للمخدرات أو الانتحار كما أن بعضهم يستقر في وضعية العنف والعدوان ويجعل منه سلوكا دائما في مواقف حياته المختلفة .
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire