المسنون المشاكل و الهموم


المسنون المشاكل و الهموم

عرف المجتمع المغربي كسائر المجتمعات تغيرا ملحوظا مس بنسب متفاوتة الهياكل الاجتماعية والاقتصادية ، مما انعكست آثاره على بنية الهرم الديموغرافي لساكنة البلاد . فالاحصاء العام للسكان و السكنى لسنة 2004 أعطى حقائق مهمة في هذا السياق تستحق منا التأمل لما تطرحه من إشكالات اجتماعية ترتبط ببروز فئة إجتماعية وازنة في المجتمع،لها واقعها الخاص وهمومها العميقة و ظروف معيشها اليومي التي يتجلى مند خلالها أن المجتمع بمختلف مؤسساته لم يعرها بعد الاهتمام المطلوب ،يتعلق الأمر هنا بفئة الأشخاص المتقدمين في السن أو كما يسميهم البعض بمن هم في مرحلة الشيخوخة ٠فاليوم تمثل الشريحة العمرية التي تفوق 60 سنة مايناهز سبعة في المائة من ساكنة المغرب ومن المنتظر أن تصل إلى عشرين في المائة سنة 2040 ،وبتعبير آخر يتزايد عدد الأشخاص المسنين بشكل مطرد في المغرب فبحلول 2030سيشكل المواطنون المسنون 15 في المائة من سكان المغرب بزيادة 2,5 مليون إلى 8 ملايين.

إن المجتمع بمؤسساته المختلفة،يواجه إذن واقعا جديدا يسائله عن ما وفر لهذه الفئة التي ضحت بما لديها من إمكانات عقلية وجسدية ونفسية في بناء هذا المجتمع .فالملاحظ اليوم لواقع هذه الفئة يشده واقعها المعيشي المتدهور و التعيس أمام غياب كبير و حضور محتشم جدا لقطاعات وزارية تهتم بالأسرة و الصحة و الشغل إلى آخره , واقع يطبعه التهميش و الإقصاء ويزيد من تعقيده قلة العناية والاهتمام مع ضعف الضمان الإجتماعي بالإضافة إلى هجرة الأبناء والإستقلالية عن الوالدين في ظل ظروف إقتصادية و مادية صعبة.

في الماضي القريب كانت الأسرة تشكل الدعم الأساسي للمسن ،لكن أمام تراجع دورها و بروز بنيات أسرية جديدة كالأسرة النووية الصغيرة الحجم ، مما عمق المشكل وزاد في تراجع قيم الاحترام و التواصل بين الأبناء و آبائهم المسنين

أمام هذا الواقع الجديد يلاحظ تضاعف المشاكل و الهموم الوجودية بالنسبة لهذه الشريحة الإجتماعية ،وذلك على إعتبار أن الشيخوخة ليست مجرد عملية بيولوجية بحثة ،تظهر آثارها في التغيرات الجسمية أو الفيسيولوجية التي يصلها الوظائف الحسية المختلفة الشخص المسن كالسمع و البصر و ضعف حركة وظهور مشكلات صحيةوطبية ،ولكن هناك قضايا إجتماعية و نفسية يعاني منها المسنون ،و تنقصنا المعرفة أو الوعي بكيفية التعامل معها ، وفهم إحتياجاتهم ٠كما أن المجتمع يمارس عليهم ضغوطا من قبل عدم تفهم احتياجاتهم و همومهم ،فللتخفيف من معاناتهم يكون الأجدر الإهتمام بتوفير الخدمات مع الإستفادة من خبراتهم الغنية.

يكون من الأحسن التعامل مع مرحلة الشيخوخة كمشروع حياة جديدة ،إنطلاقة جديدة بمشاغل جديدة عوض الضغط و الإقصاء و التهميش و التشجيع على التعاسة و البؤس.

Share this article :

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire