ازمات القلق الاسباب والعلاج

أزمات القلق الأسباب والوقاية

يعتبر القلق في رأي المختصين حالة من الشعور بعدم الارتياح مع وجود الاضطراب والتوتر الشامل و المستمر نتيجة توقع تهديد خطر غامض المصدر ,وتتضمن حالة القلق أو ما أصبح يسمى حاليا بأزمات القلق شعورا بالضيق وصعوبة التنفس الى درجة الاختناق ,وترقب الشر وانشغال الفكر ,فالمريض يحس كأن هناك كارثة ستحدث له وأنه اقترب من نهايته .
وقبل الحديث عن أزمات القلق أو ما كان يسمى قبل سنوات بالقلق العصابي أو عصاب القلق ,نشير الى أن القلق يصنف أولا الى قلق عادي سببه ظاهر و موضوعي ومجود فعلا ,وهذا الصنف من القلق يعتبر عاديا والبعض يطلق عليه اسم القلق السوي .ويرتبط في الحياة الواقعية بالخوف مثلا من فقدان شيء معلوم أو بعدم النجاح في امتحان أو عمل أو تجربة معينة,الخ.
ثانيا : قلق عام غامض المصدر لا يرتبط بشيء معين ,يتصف بالضبابية والعمومية .حالة قد تصيب الفرد لفترة محددة في الزمان .
ثالثا : القلق الذي هو بمثابة عرض يظهر مرتبطا بالاضطرابات النفسية المختلفة , وذلك على اعتبار أن القلق من الأعراض التي تقترن بجل الأمراض النفسية , بحيث لا يمكن تصور مرض نفسي تقريبا دون اقترانه بالشعور بالقلق .
رابعا : أزمات القلق أو عصاب القلق (القلق العصابي ) : وهو حالة مرضية تتصف بالاضطراب النفسي ويرتبط بأسباب داخلية وأخرى خارجية , داخلية كبتها الفرد خلال خبراته الحياتية وخارجية لها علاقة بالاكراهات والضغوطات اليومية في مختلف المجالات وتعتبر الأعراض الدالة على هذه الحالة المرضية ذات دلالة كبيرة في العمل على فك تركيبتها ومعانيها النفسية التي تساعد على استشراف العلاج و الوقاية .
ويعتبر هذا الصنف "أزمات القلق " انفعالا مركبا تتداخل فيه انفعالات الخوف والشعور بالخطر وتوقع التهديد كما سبقت الإشارة إلى ذلك .فهي كقلق عصابي مرضي تعد أكثر إنتشارا وشيوعا بين الأمراض النفسية والعصابية , فهناك من يسجل أنها تمثل 30
إلى 40 تقريبا من الحالات العصابية ,فهي أكثر إنتشارا بين النساء و الأطفال والمراهقين والمتقدمين في السن .
في الغالب ترجع أسباب القلق المرضي إلى عدة عوامل تختلف باختلاف البنيات النفسية للفرد و البيئة التي نشأ فيها وتربى فيها وتعلم.و يعمل المختص في الجانب النفسي على الكشف عن العوامل و الأسباب الكامنة وراء هذا النوع من الأزمات والاضطرابات التي تقع في غالب الأحيان في غفلة من الفرد دون سابق إنذار في أي مكان و أي زمان مما يعرض الفرد للشعور الحاد بالتوتر والضيق و الخوف,يدفعه إلى الإنعزال والكابة .
ويركز المختص في تشخيصه لأزمات القلق بعد معرفة السلامة العضوية لدى الفرد ,على التقييم الدقيق للشخصية في أبعادها المختلفة ودراسة الحالة دراسة شاملة إكلينيكيا ,بغرض التمييز بين القلق العصابي وما يرتبط به من اضطرابات أخرى كالخوف وغيره .وأزمات القلق كحالة مرضية تعتبر في نظر المختصين من الأمراض العصابية التي تستجيب العلاج . والأمراض العصابية لا تعني الأمراض العصبية المرتبطة بالجهاز العصبي العضوي , بل هي إضطراب وظيفي في الشخصية ,دينامي انفعالي ونفسي المنشأ ,يعاني المصاب بها من سوء التوافق النفسي ولعلاج أزمات القلق أو القلق العصابي هناك زيادة على تقنية العلاج المعرفي السلوكي و العلاج التحليلي للشخصية ,نذكر عدة تقنيات سريعة التطبيق للتخفيف من حدة الأزمات المرتبطة بالقلق والتي يعتمدها المعالجون النفسيون أثناء مباشرة عملية العلاج , تقنيات بعضها يرتبط بالعمل على تفادي حدوث الأزمات بالقيام بحركات ترتبط بالتنفس العميق والسريع بالإضافة الى الاسترخاء Relaxation الخ.
هناك كذلك الارشاد النفسي العلاجي التي تتم فيه مساعدة الشخص المصاب بالتوجيه والدعم في مواجهة المشكلات ومصاحبته في إيجاد الحل او الحلول المناسبة .
ولتفادي أزمات القلق وما ترتبط به من اضطراب نفسي شديد تؤكد علي ان هذه الأزمات تقل كلما قلت الضغوطات والإكراهات الخارجية, وكلما أتيحت ظروف حياتية ايجابية توفر للشخصية امكانية اشباع حاجاتها وتلبية رغباتها في بيئة مريحة نسبيا.

Share this article :

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire