الادمان على المخدرات الأسباب والعلاج


الادمان على المخدرات الأسباب والعلاج

يعتبر الادمان بكافة أشكاله خطرا له تأثير سيء ان لم نقل إنه مخرب لحياة الفرد والأسرة والمجتمع.فالتعاطي للمخدرات والمسكرات يؤدي الى الإدمان أو بمعنى أدق الإعتماد, فالإدمان حسب المختصين هو إعتماد فسيولوجيّ/ جسمي يظهر كحالة تهيؤ ينتج عنها اضطرابات جسمية حادة اذا ما حدث انقطاع عن تناول العقار ويعتبر الاعتماد الجسمي من العوامل القوية المرتبطة بالاعتماد النفسي عند تعاطي العقاقير أو حال حدوث نكسة بعد محاولة الشخص الانسحاب من الإدمان , كما ذهب الى ذلك عدد من المهتمين بالظاهرة.

بالإضافة الى ذلك , فالإدمان أو الاعتماد على هذه المواد هو عبودية لمدمن المخدرات والمسكرات يتطور به الى أن يقضي عليه تماما سواء جسميا أوعقليا . وهذه المخدرات الضارة والمخربة للجسم والعقل والأسرة والمجتمع كثيرة الأنواع ومن أهمها , الأفيون , الكوكايين والحشيش, بالإضافة الى ما أنتجته الصناعة الحديثة مثل المورفين , والكودئين والهيرووين , والكوكاكيين الخ , كل هذه المخدرات تؤدي كما وضحت الدراسات الحديثة في علم النفس الى أن الإدمان عليها يؤدي إلى ضعف القدرات العقلية وظهور الأمراض النفسية, بما يعني تدهور الوظائف العقلية لدى مدمن المخدرات الى جانب السلبية واللامبالاة التي يتسم بها. 


والرأي الأرجح حسب أحد المختصين يبقى هو أن الإدمان في حد ذاته مرض, وأن شخصية المدمن مضطربة, وإذا ارتكب المدمن جريمة نتيجة لرغبته الملحة للتعاطي بأي ثمن , فهذا يعتبر من أعراض المرض.

فكما أشرنا , فاْن تعدد مواد الإدمان يقابله كذلك تعود في طرق التعاطي لها, فبعضها عن طريق الفم وبعضها عن طريق الشم وأخرى عن طريق التدخين.

وقبل الوصول الى حالة الإدمان يمر المدمن بمراحل رئيسية تعرف عند المختصين أنها متدرجة في الخطورة حيث يبدأ المدمن بمرحلة التحمل وهي مرحلة ما قبل الإدمان ومرحلة التعود هي مرحلة الإنذار بالإدمان وأخيرا مرحلة الإدمان المدمن Addiction . 

فالإدمان باعتباره مرض له خطورته , فإن له عدة أسباب بعضها حيوي كاعتماد الجسم على المادة العقار / المخدر وأسباب نفسية مثل الإحباط والحرمان والخوف والقلق واضطراب الشخصية الخ.وأسباب اجتماعية ترتبط بالعلاقات مع الأصحاب والأقران في مختلف المجالات,وضعف المراقبة والتنشئة الاجتماعية الايجابية والمشكلات الاجتماعية المرتبطة بالتفكك الأسري والفشل في مجال من المجالات الحياتية كالدراسة والعمل وغيرهما, بالإضافة الى مشاكل مرتبطة بالفقر والبطالة وضعف القيم الايجابية الخ.

فشخصية المدمن حسب رأي المختصين شخصية غير ناضجة, نرجسية ومتقلبة انفعاليا, عدوانية وانطوائية وقلقة واكتئابية. فالمدمن يتصف برغبته الملحة في الاستمرار في التعاطي والحصول على مادة الإدمان بأي وسيلة.

وللوقاية من الإدمان يلزم التركيز على اعطاء أهمية الى بناء الشخصية السوية بتحقيق التوافق النفسي وذلك من خلال معرفة دوافع الإدمان وتحقيقها والعمل كذلك على تحديد أسباب الإدمان مع العمل على تجنبها وتجاوزها الى ماهو أحسن.

ومن بين وسائل العلاج نذكر أن هناك العلاج النفسي والإرشاد النفسي ويركز على العوامل والأسباب النفسية. والصحة النفسية حيث تركز بالأساس على التوافق النفسي من خلال مواجهة صعوبات الواقع بدل تجنبها والهروب منها.

وهناك كذلك الخدمة الاجتماعية والطب الوقائي الخ.
فالعلاج للإدمان يكون بشكل متكامل تساهم في اعداده وبلورته عند المدمن عدة تخصصات نذكر منها الطب وعلم الاجتماع وعلم النفس بالإضافة الى وسائل الإعلام والسلطات الأمنية الى جانب الأسرة ومختلف جمعيات المجتمع المدني.

Share this article :

3 commentaires:

  1. Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.

    RépondreSupprimer
  2. مقال متميز ،يضع الأصبع على الجرح خصوصاً ونحن نعيش في قرية كونية،حيث أضحت المخدرات تنتشر انتشار النار في الهشيم.
    وحبذا لو نورنا الدكتور الفاضل بورقة علمية حول العلاقة الجدلية بين الإدمان والانتحار لاستفحال هذه الظاهرة

    RépondreSupprimer
  3. Excellent article qui met le point sur le fléau des drogues.

    RépondreSupprimer